برعاية السيدة عميد كلية العلوم للبنات أ.د. سميرة ناجي كاظم، نظمت وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في الكلية ورشة تأملية تفاعلية تحت عنوان “تنير الذات إلى النرجسية… أين الحد الفاصل؟”، بالتعاون مع الاستشارية النفسية والإرشادية الأستاذة مروة المشالي و بحضور عدد من تدريسي ومنتسبي وطالبات الكلية . ركزت الورشة على توضيح مفهوم النرجسية بمختلف أبعادها، مع إبراز الفروق الجوهرية بين حب الذات الصحي الذي يعزز الثقة بالنفس ويحفز على الإنجاز، والنرجسية المفرطة التي قد تتحول إلى أنانية تؤثر على العلاقات الاجتماعية وتقيد القدرة على التعاطف والتواصل مع الآخرين.
أوضحت الأستاذة المشالي أن النرجسية ليست بالضرورة سلبية، بل يمكن أن تكون قوة دافعة للنجاح إذا تم توجيهها بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن الوعي بالنرجسية وفهم حدودها يمثلان خطوة أساسية نحو بناء شخصية متوازنة وقادرة على التعامل مع تحديات الحياة المختلفة. وركزت على العلامات التي قد تشير إلى النرجسية المفرطة، مثل الانشغال المفرط بالذات والحاجة المستمرة للإطراء وصعوبة تقبل النقد، مقابل السمات الإيجابية لحب الذات، بما فيها القدرة على تقييم النفس بموضوعية والاعتراف بالأخطاء والسعي المستمر للتحسين.
تخللت الورشة مجموعة من التمارين التفاعلية والتأملية التي ساعدت الطالبات على استكشاف ذواتهن وملاحظة أنماط سلوكهن، إضافة إلى نقاش جماعي أتاح للجميع مشاركة تجاربهن وملاحظاتهن حول تأثير تقدير الذات على الحياة الأكاديمية والاجتماعية. كما ناقشت الورشة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز المواقف النرجسية، وسبل التعامل مع ضغوط المجتمع والتوقعات المحيطة بطريقة صحية ومتوازنة.
وبينت هذة الورشة تمثل ركيزة أساسية في دعم الصحة النفسية للطالبات وتعزيز مهارات الإدراك الذاتي والتفكير الناقد، مشيدة بالجهود الكبيرة التي تبذلها وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في تقديم برامج نوعية تسهم في صقل شخصية الطالبات وتنمية مهاراتهن الشخصية والسلوكية. واختتمت الورشة بتوجيه الشكر للأستاذة مروة المشالي على مساهمتها القيمة، وللوحدة على تنظيم هذه الفعاليات، مؤكدة على استمرار الكلية في تقديم برامج وورش عمل متخصصة تهدف إلى إعداد جيل واعٍ ومتوازن قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة وحكمة.
ختامًا، أكدت الورشة على أن فهم الذات وإدراك الفروق بين حب النفس الصحي والنرجسية المفرطة ليس مجرد موضوع أكاديمي، بل هو مهارة حياتية أساسية تساعد الطالبات على بناء علاقات صحية، وتطوير قدراتهن الشخصية، وتحقيق توازن نفسي ينعكس إيجابًا على حياتهن الدراسية والاجتماعية، مؤملة أن تكون مثل هذه الورش خطوة مستمرة نحو تعزيز الوعي النفسي لدى كل طالبة وتهيئتها لمواجهة الحياة بثقة واستقرار.
